منهجيتنا
المنهجية المعتمدة
وضع المرصد منهجية تسمح له بالتوفر على قاعدة بيانات مركزية ذات جودة عالية وبهامش أخطاء صغير، وذلك انطلاقا من قواعد البيانات التي يتوصل بها من طرف مختلف شركائه.
ترتكز هذه المنهجية على:
1. عملية "جمع البيانات ومعالجتها وتخزينها"
قصد تشكيل قاعدة بيانات موحدة، تم اتباع نهج تدريجي ومتكرر بدءا بتسلم هذه البيانات وانتهاء باحتساب المؤشرات المحددة سلفاً.
تبتدئ هذه العملية بتأطير البيانات وتحديد الاحتياجات، ويتم تنفيذها بالتعاون مع كل مزود بها. تتيح هذه المرحلة فهم البيانات وتحديد الفئات التي تستهدفها الدراسة، بالإضافة إلى إضفاء الطابع الرسمي على التعاون في إطار بروتوكول تبادل البيانات التقنية وضمان بلوغ المستوى الأولي لتطابق قواعد البيانات المتوصل بها.
بعد التوصل بقواعد البيانات، يتم إجراء التحليلات النوعية من أجل تقييم جودة البيانات ومدى إمكانية استخدامها (معدل ملء المعطيات التعريفية والحقول الأخرى، ومعدل التكرار، وما إلى ذلك). تتيح هذه التحليلات أيضا إمكانية تحديد المعالجات المسبقة التي يجب إجراؤها على هذه القواعد (معالجة تكرار المعطيات وإنشاء حقول جديدة وتوحيد الحقول). يتم إضفاء الطابع الرسمي على هذا الإجراء من خلال نموذج "التحليل الأولي لقواعد البيانات المتوصل بها".
بعد تقييم معدلات تعبئة المعطيات التعريفية، يتم إطلاق عملية تقاطع المعطيات، بحيث يتم دمج القواعد بشكل مثالي وموثوق، دون ضياع المعلومات أو وجود نسخ مكررة منها. ويتم استكمال هذا الإجراء عن طريق تطبيق مبادئ تدبير البيانات وإثرائها.
وفور انتهاء هذه العملية، يتم إنشاء قواعد بيانات مركزية ضماناً لاحترام المبادئ المتعلقة بتشكيل قواعد البيانات بغية إنتاج المؤشرات، أي تفرد المقاولة في قواعد البيانات، ووصفها بأفضل المعلومات الممكنة من حيث الجودة.
2. عملية "التحليل والنشر"
بمجرد إنشاء قاعدة البيانات الموحدة والتأكد من أنها جاهزة للاستخدام لاحتساب المؤشرات، يتم إجراء تحليل الجودة لتحديد نطاق احتساب مختلف المؤشرات. يتم إنشاء إطار مرجعي لهذا الغرض، يحدد بالتفصيل المؤشرات وطرق احتسابها وتفسيرها ونطاق دراستها.
عقب إنتاج المؤشرات، يتم العمل على تأطيرها بالمعطيات الماكرو اقتصادية ومقارنتها بالاتجاهات الوطنية والدولية. إثراء وتحديثا لقائمة المؤشرات المزمع إنتاجها، يتابع المرصد باستمرار الدراسات والإصدارات الوطنية والدولية، ويقوم بعمليات معايرة مرجعية على المؤشرات المتعلقة بالمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة
3. استراتيجية توثيق البيانات
قام المرصد على مدار سنوات بتنفيذ عمليات تأهيل تتمحور حول إحصاء مجتمع الأعمال وتعزيز موثوقيته، سعياً إلى استخدام المعلومة المتاحة والمؤهلة في كل قاعدة من قواعد البيانات، واستكمال المعلومات المفقودة قدر الإمكان وضمان تفرد المقاولة في قاعدة البيانات، وبالتالي التغلب على مكامن الخلل في الحسابات بسبب تكرار المعطيات.
التحديات التي واجهتنا
على مستوى جمع ومعالجة البيانات، حدد المرصد وعالج العديد من الصعوبات التقنية المتعلقة أساسا ب:
- عدم وجود مفتاح موحد للتعريف، مما سبب في تعقيد عمليات تقاطع ودمج قواعد البيانات بالنظر إلى أن "التعريف الموحد للمقاولات – ICE" لزال قيد التنفيذ.
- هيكلة قواعد البيانات التي يتوصل بها المرصد لا تسمح باستغلالها لأغراض تحليلية لأنها مخصصة بالأساس إلى المهام المنوطة بكل مؤسسة.
- استخدام مراجع غير موحدة وخاصة بكل مؤسسة.
- استخدام تصنيفات مختلفة لأنشطة المقاولات.
- لا موثوقية بعض المعلومات، عدم وجود وتكرار بعض البيانات.
بالإضافة إلى ذلك، تبقى الولوجية إلى بيانات المقاولات جد محدودة. لهذا، يدعو المرصد وشركائه إلى مزيد من انفتاح لبيانات المؤسسات الحكومية، مع الاحترام الكامل لخصوصية البيانات الخصوصية وجل القوانين التي تنظم عمليات معالجة البيانات.
في الواقع، يعتبر انفتاح بيانات المؤسسات الحكومية ضمانة للشفافية، والتي تؤثر إيجابيا في التصنيفات الدولية من حيث الشفافية وفي الناتج الوطني الخام. على هذا الأساس، يمكن اعتبار البيانات رافعة لجودة المعلومات العمومية وأنها تساهم في تحسين مناخ الأعمال.
الإطار التقني والعلمي
علم البيانات كأداة للابتكار من أجل تنمية المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة
يعد استغلال البيانات المتعلقة بالمقاولات أداة رئيسية في خدمة استراتيجيات تنمية المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة. في الواقع، تمثل "البيانات الضخمة"، والذكاء الاصطناعي، وتحويل سلاسل القيمة والاستراتيجيات والمنظمات القائمة على "ثقافة البيانات" والشفافية، الأوجه الحالية للثورة الرقمية وتسمح باستغلال أمثل لإمكانات المقاولات من حيث النمو والابتكار.
تسهل الثورة الرقمية إنتاج البيانات الجماعية وتوزيعها ومعالجتها. وبات انفتاح هذه البيانات ومشاركتها رافعة قوية من أجل:
- تعزيز ثقة رواد الأعمال والمستثمرين من خلال زيادة الشفافية في العمل العمومي ؛
- إتاحة إمكانية إنشاء خدمات مبتكرة ودعمها لمواكبة المقاولات ؛
- تحسين فعالية برامج الدعم الحكومية الموجهة للمقاولات وإنشاء أدوات مفيدة لقيادة هذه البرامج ؛
- دعم الدينامية الاقتصادية من خلال خلق موارد جديدة للابتكار والنمو ؛
- إنشاء دينامية لإحصاء البيانات وهيكلة النظام البيئي لإعادة استخدامها في سياق أشغال التحليل والبحث (الإدارة، والباحثون، والأكاديميون، والمقاولات الناشئة، والجمعيات، وما إلى ذلك).
من أجل الاستفادة من هذا التحول السريع، يعتزم المرصد تعزيز علاقات التعاون مع الأوساط الأكاديمية والبحثية والتفكير في منصة تجمع بين الخبراء في المجال التكنولوجي والمتخصصين في مجالات علوم البيانات والشؤون القانونية والاقتصادية، إلخ.
تقنيات علوم البيانات التي يستخدمها المرصد
يستند المرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة في الاضطلاع بمهامه إلى علم البيانات. ويسعى المرصد من خلال ذلك إلى إنتاج المؤشرات والإحصائيات بأفضل مستوى ممكن من الموثوقية وأضيق هامش ممكن للخطأ.
ومن بين تقنيات علم البيانات التي يستخدمها المرصد:
التعلم الآلي: الذي يستخدم الخوارزميات الإحصائية أو الشبكات العصبية. يتحسن أداء خوارزمية التعلم الآلي بمرور الوقت، فكلما اكتسب معارف عن البيانات التي يعالجها كلما ارتفعت مستويات أدائه، وهو ما يمكن أن يتأتى بفضل التقدم الهائل المحرز في قدرات الحوسبة والتخزين.
التنقيب عن النص: والذي يتكون من تحليل مجموعة من الوثائق من أجل التقاط المفاهيم والمواضيع الرئيسية، فضلا عن تحديد العلاقات والاتجاهات الخفية. وبالتالي فإنه يجعل من الممكن تحويل النص إلى بيانات منظمة. يعمل "التنقيب عن النص" تلقائيًا على تصنيف النصوص حسب المشاعر أو الموضوع أو النية.
استخراج المعلومات من الإنترنت : تتعلق هذه التقنية باستخراج البيانات من مواقع الإنترنت من أجل تسجيلها وتحليلها. يمكن أن تكون عملية الاستخراج يدوية أو آلية. وتتم العملية يدويا عن طريق نسخ المعلومات والبيانات وإدراجها في جداول بشكل يدوي، بينما في العملية الآلية يتم استخدام برنامج أو خوارزمية تقوم باستكشاف آلي للعديد من المواقع من أجل استخراج المعلومات المطلوبة. وفيما يتعلق بالمرصد، فإن البيانات المستخرجة تتميز بطابعها العام، وهي أيضا معلومات يمكن لأي طرف آخر مهتم الوصول إليها مجانا.
وضع أسس تصنيع وأتمتة البيانات
تعزيزا لقدراته التقنية، أرسى المرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة الأسس التي يقوم عليها نظام المعلومات المساعد على اتخاذ القرار، مما مكنه من الحصول على الأسس التكنولوجية اللازمة للاضطلاع بمهامه والتطوير المستقبلي لأنشطته. يهدف هذا المشروع إلى إنشاء "مصنع بيانات"، والذي يسمح بالمعالجة الآلية لسلسلة القيم بدءا بتلقي البيانات مرورا بعرضها وانتهاء باستخدامها.